أحبتي.. ليس هؤلاء الجبناء ثلاثه ولا أربعه ولا خمسه..
بل إنهم أكثر من ذلك بكثير ..!!
لأن كل من سار على هذا النهج من المسلمين فهو جبان..
وربما يدافعون عن أنفسهم فيقولون نحن أولو قوة وأولو بأس شديد
نظراً لما يتمتعون به من صحة في أبدانهم وقوة في أجسادهم..
وهذا صحيح من حيث الظاهر إذا كانت المواجهه بينهم وبين أمثالهم من بني آدم..!!!
ولكنهم رغم هذه القوه فإنهم يصدق عليهم القول بأنهم جبناء انهزاميون أمام قوه خفيه
تتمثل في نوازع النفس ووساوس الشيطان..
وصفة الجبن ملازمه لهم في حياتهم ولكنها تظهر جليه وواضحه في شهر رمضان المبارك..!!
وهؤلاء الجبناء هم :
1/ النائمون بعد السحور :
ولم يبق للفجر الا وقت يسير..
فهؤلاء أغرتهم الشياطين واستسلموا للنوم والراحه
وفاتتهم صلاة الفجر وباؤوا بالخسران المبين..!!
2/ النائمون أكثر النهار :
حيث تفوتهم صلاة الظهر وصلاة العصر وقد فاتتهم صلاة الفجر
ثم استيقظوا ليتناولوا طعام الإفطار وقد تلهيهم لذة الطعام وتغريهم أطايبه
فلا يصلون المغرب الا وقد أزف الشفق الأحمر على المغيب ليحين وقت العشاء..
فهؤلاء جبناء هزموا أمام قوة النفس ونهمها في الطعام والشراب
وأهملوا طاعة الله فلم يؤدوا الصلاة في وقتها بل أخروها
وليتهم تذكروا قوله تعالى (فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون)..
3/ اللاهون ليالي رمضان :
وأخص منها ساعات التجلي الرباني في الثلث الأخير من الليل..
لقد آثروا أن يسمروا مع وسائل اللهو المتعدده (الفضائيات)
وتناسوا قوله تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا)
وقوله سبحانه (ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا)..
وكم من عوائل يتبادلون الدعوات الى طعام السحور ويحضرون في ساعات متأخره
ويجلس الرجال في المجلس يتحدثون ويلهون ويلعبون..
والنساء في المطبخ يعددن السحور ويتحدثن عما رأته كل منهن ليلة أمس في السوق
من بضائع وموديلات ومااطلعت عليه بعضهن من صناعه جديده لأكلات شهيه وحلويات لذيذه..
كل ذلك وصلاة القيام قائمه في المساجد وكتاب الله يتلى والملائكة تحيط بالمصلين من كل جانب
والرحمات تتنزل عليهم..!!
وأذا ماادلى أحد الجالسين بنصيحه قائلاً لو أنا ذهبنا الى المسجد وصلينا ماتيسر لنا..
يفاجئه أكثرهم قائلين : هيا اجلس إنها سنّه وحسبنا نؤدي الفروض..
وهكذا فقد استسلموا لنوازع النفس الأماره بالسوء
وهزٍموا أمام شهوة اللهو والراحه الجسديه..
وتنازلوا عن أجر عظيم وثواب كبير من لدن رحمن رحيم..
قال في محكم التنزيل مبين أجر القانتين والقائمين ( فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
جزاءً بما كانوا يعملون )..
4/ رواد ورائدات الأسواق في ليالي رمضان :
هؤلاء أوتوا صحه في أبدانهم وسعه في أموالهم ولكنهم خدعوا
وجبنوا أمام شهوة نفوسهم في التجوال في المحلات التجاريه والأطلاع على الجديد من البضائع
وعند عودتهم من التجوال لابد أن يستسلموا للراحه بعد التعب
حيث يذهبون الى سررهم ولابد أن يسمع كل منهم نداء شيطاني( أرقد وراءك ليل طويل)
بعد أن يعقد على قفار رأس كل منهم ثلاث عقد كما ورد في الحديث الشريف
ولايستيقظون الا في ضحى النهار أو وقت الظهيره وبعضهم يواصل الى وقت العصر..!!!
ولا حول ولاقوة الا بالله..!!!
نسأل الله أن يعيذنا من الجبن والبخل ومن العجز والكسل
ومن غلبة الدين ومن قهر الرجال ..
منقول